و
محسن الأمين العاملي له رسالة مستقلة قديمة، نشرت قبل حوالي ستين سنة بعنوان
رسالة التنزيه في تنقية الشعائر الحسينية لا بأس أن نقرأ أيضاً جزءاً من مقدمتها.أول ما افتتحها بعد البسملة يقول: دور إبليس.يقول: إن الله تبارك وتعالى أوجب إنكار المنكر بقدر الإمكان؛ بالقلب أو اليد أو اللسان, ومن أعظم المنكرات اتخاذ البدعة سنة والسنة بدعة, والدعاية لها وترويجها, ولما كان إبليس وأعوانه إنما يضلون الناس من قبل الأمر الذي يروج عندهم كان كثيراً ما يضلون أهل الدين من طريق الدين؛ بل هذا من أضر طرق الإضلال. ثم قال: ومن ذلك إقامة شعائر الحزن على سيد الشهداء
أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام التي استمرت عليها طريقة
الشيعة من عصر
الحسين إلى اليوم. ثم ذكر عنواناً: الأمور المنكرة التي تقع في هذه المآتم, فقال: أولاً: الكذب بذكر الأمور المكذوبة المعلوم كذبها, وعدم وجودها, ولا نقلت من كتاب, وهي تتلى على المنابر والمحافل بكرة وعشياً, ولا من منكر ولا رادع. - يعني: أخبار مكذوبة يدعي أهلها أنها وقعت في يوم عاشوراء في القصة-.قال: ومنها إيذاء النفس وإدخال الضرر عليها؛ بضرب الرؤوس وجرحها بالمدى والسيوف حتى يسيل دمها وكثيراً ما يؤدي ذلك إلى الإغماء بنزف الدم الكثير وإلى المرض أو الموت أو طول برء الجرح, وضرب الظهور بسلال حديد وغير ذلك, وتحريم ذلك ثابت بالعقل والنقل.. إلى آخر كلامه.قال: ومنها استعمال آلات اللهو كالطبل والزمر والصنوج النحاسية وغير ذلك. قال: ومنها تشبه الرجال بالنساء في وقت التمثيل. ومنها: إركاب النساء الهوادج مكشفات الوجوه، ويقول: إنه وقعت شناعة؛ وهي أن امرأة خاطئة مثلت دور
زينب -كانوا يمثلون في بعض المناطق مشهد الفاجعة التي وقعت يوم
كربلاء تمثل الفاجعة كلها, وهذه
زينب وهذا
حسن، وهذا
حسين، وهذا القاتل، وهذا كذا، حتى إنه في بعض المرات يهيج العامة فيقتلون من مثل دور القاتل.قال: ومنها صياح النساء بمسمع من الرجال, قال: ومنها الزعيق المنكر بالأصوات القبيحة المنكرة, ومنها ما يوجب الهتك والشنعة مما لا يدخل تحت الحصر.. إلى آخره, وذكر أنه ألف كتاباً سماه
إقناع اللائم على إقامة المآتم, وغير ذلك من الأمور. المقصود: أن هؤلاء المجموعة من العلماء المعتبرين عند
الشيعة أنكروا هذه الشعائر.